سفر تثنية الاشتراع في ايامنا

هل من فائدة في هذا السفر للمسيحي الذي يعيش في القرن العشرين ؟ فمعظم وصايا الكتاب تعود إلى وضع اجتماعي وثقافي يختلف كل الاختلاف عن وضعنا وأكثر من ذلك ألم تسقط الشريعة منذ أن أنشأ المسيح حياة الايمان والنعمة والروح

رسالة رومة 3 : 28 ، 6 : 14

رسالة غلاطية 3 : 23 ، 5 : 8 ؟

نكرر هنا أن سفر تثنية الاشتراع قبل أن يكون مجموعة وصايا هو تفكير في ما هو أساس لطاعتنا لله وهذا الأساس هو عمل الرب في حياة شعبه وتاريخه فالأمر الأولي في حياة المؤمنين هو اذاً الاقرار بالجميل وهذا يعني ان يكتشف الانسان حضور الله في حياته وان يشكره على عطاياه وبالاضافة إلى ذلك فان الوصايا نفسها اذا كانت على ما هي لا تقتضي تأييدنا بشكل مطلق إلا أنه في امكانها ان تنير عقولنا ففي الواقع تسود كل هذا التعليم رغبة في إيجاد امانة صادقة في قلب عالم يتحول

سفر تثنية الاشتراع 15 : 1

في أيامنا حيث يتساءل المؤمنون من جميع الأديان عن شرعية الاخلاق نجد في تثنية الاشتراع مثلاً ذا مغزى لشريعة لا تفرض نفسها من خارج حياة الانسان بل تتاصل في التفكير وفي القرار الذي يتخذه القلب أنها اخلاق قد فكر بها المؤمنون وهي واعية راشدة هي حكمة حقيقية

سفر تثنية الاشتراع 4 : 5 - 8

بما أن لقاءنا الله يتم في تاريخ فلا بد لتصرفاتنا كل يوم في هذه الحياة ان تتقدم استناداً إلى احداث الخلاص

ويعلمنا هذا الكتاب اخلاق المحبة عن طريق الاعمال فان محبة الرب تلزم جميع جوانب الوجود الانساني من السياسة إلى الصحة ومن الحياة الاجتماعية أو العائلة إلى لقاء الأخ حتى احترام الحيوان

سفر تثنية الاشتراع 22 : 7

أو الشجرة

سفر تثنية الاشتراع 22 : 19

فكل موقف يضعنا امام اختيار مع الرب أو عليه وفيه يتم مصيرنا لأننا سندان على أعمالنا ولا سيما على موقفنا من أفقر الناس يخاطبنا أيضاً سفر تثنية الاشتراع مشدداً على الطابع المجاني والجدي الذي يتسم به الطاعة المطلوبة من شعب الله ذلك بأن الشريعة لا تشير في هذا الكتاب إلى الشرط اللازمنة للدخول إلى ارض الميعاد بل تفصح عن النتائج الناشئة عن اختيار الرب لشعبه واعطائه ارض الميعاد وينوه واعد تثنية الاشتراع في الوقت نفسه بجدية هذه الطاعة ويرفق بالشريعة مواعد سعادة للذين يحفظونها وإنذرارات بالشقاء للذين يخالفونها لأن شريعة العهد تضع الشعب أمام مسألة حياة أو موت

سفر تثنية الاشتراع 30 : 15 - 20

يحافظ سفر تثنية الاشتراع على توازن هذين الطابعين اللذين تمتاز بهما الطاعة المجانية والجدية ويتعذر حفظ هذا التوازن وكثيراً ما تحول في الدين اليهودي المتأخر وفي الكنائس المسيحية إلى اخلاقية استحقاقية أو إلى محض اخلاقية ان سفر تثنية الاشتراع هو من اخصب الأسس التي نعتمد عليها لنستطيع ان نكشف ثانية اخلاقية راشدة متزنة حية

اعداد الشماس سمير كاكوز